خبز طابونة

أحنّ ، إلى خبز أمّي ... و قهوة أمّي .

تنهمر عيناك بالدموع كلما استمعت إلى هذه الاغنية

تشتاق لقهوة امك ، و خبزة أمّك

لا تجزع و لا تقلق ايها الفتى، الشيف عباس هذه المرة سوف يجعلك تنسى قهوة أمّك و خبزها

طبخنا سابقا القهوة، فكانت قهوة سبيسيال تعمل ستة و ستين كيفا... تماما كتلك القهوة التي تحضرها امهاتنا... تلك هي الحضارة أيها الفتى، تستعمل امهاتنا جميعا قهوة النسكافي ما جعل قهواتهم كلها كمطعم قهوة الفيلتر... لا تفرّق واحدة عن الأخرى سوى بمقدار السكّر الذي نضعه بها

تأبى رغم ذلك أن تقتنع بكلام الشيف عباس... فلازلت تشتاق لخبز امّك

و لكنك تتذكر فجأة أن امك لم تخبز يوما الخبز في الطابونة، بل لم يكن لكم يوما طابونة في منزلكم... تشتري أمهاتنا جميعا الخبز من الكوشة (الفرن)، خبز طليان على فرنسيس على مبسّس، خبز بمختلف الانواع و الاشكال و الاذواق


الآن ستتعلّم كيف تقوم بتحضير خبز الطابونة، خبزا شبيها بذلك الذي نشتريه من السوق، و لكننا سنخبزه مانحين إياه إحساسا طالما قال عنه الشيف عباس في مطلع كل طبخة

متى منحنا ما نطبخ إحساسنا ، فسيمنحنا اللذة

لذة ستجعل والدتك هي التي تتحسّر على فراقك و تقول في قرارة نفسها: أحنّ إلى خبز ابني

المقادير:

• فارينة

• زيت زيتون

• ملح

• خميرة

طريقة التحضير:

• نقوم بعجن العجينة و ذلك بإضافة بعض الماء الساخن و زيت الزيتون إلى الفارينة و عركها جيدا

• يضاف في الأثناء الملح (حسب الرغبة) و الخميرة (الطرية)

• يترك العجين جانبا حتى يتخمّر جيّدا

• في الأثناء نقوم بتحمية الطابونة جيدا

نقوم بملئ الطابونة بالخشب و القش و كل ما هو قابل للإحتراق و بعد ذلك نضرم فيها النار


نراقب الوضع حتّى متى خمدت النيران و أصبحت الطابونة ساخنة جدا

• في الأثناء نقوم بتشكيل العجين على شكل أقراص دائرية الشكل

• نقوم الآن بإلصاق الخبز في جدران الطابونة من الداخلحذاري أيها الفتى، قد تلفحك النيران و انت بصدد القيام بهاته العملية الدقيقة

• نغطّي الطابونة جيدا حتى نمكّن العجينة من النضج جيدا وسط أجواء معزولة عن التقلبات المناخية للفضاء الخارجي

• متى اعتقدنا أن الخبز قد نضج نقوم برفع الغطاء و نزع الخبز من الطابونة

حاذر فقد تقوم بإسقاط الخبز في قعر الطابونة (إن لم تكن قد سقطت من تلقاء نفسها) حينها ستتسخ برماد الخشب الذي قمنا باحراقه... و لكنها ستبقى صالحة للأكل ، و ستكون لذيذة حتما

• تهانينا، خبز الطابونة أصبح جاهزا للاكل

يؤكل ساخنا ، و يا حبّذا لو كان في شكل كسكروت... حينها ستردد بكل حماس

يا مبنّو ، زيدني منّو

و لكن، و بالرغم من كل ما سبق، يبقى الشيف عباس عاجزا عن أن ينسيك لمسة امّك، فينما ستحنّ امك إلى خبزك، ستحنّ انت إلى لمستها فتراك تردّ دوما

أحنّ ، إلى لمسة أمّي